قائمة المحتويات وافتتاحية العدد: الوصول الحر في مقابل الوصول المقيد من وجهة نظر الباحثين

کلام الرئیس التحریر

المؤلف

قسم المكتبات والوثائق والمعلومات، كلية الآداب، جامعة القاهرة,

المستخلص

لقد أدى الطلب المتزايد على إتاحة الوصول والشفافية في البحث العلمي إلى ظهور نمط النشر ذي الوصول الحر Open Access مما أحدث تأثيرات متنوعة في صناعة النشر خاصة تلك المرتبطة بنمط الوصول المقيد Closed Access الذي استمر مسيطراً على صناعة النشر لفترة طويلة، حيث يتاح المحتوى العلمي والبحثي للمجلات ذات الوصول المقيد لعدد محدود من الباحثين من خلال رسوم اشتراك محددة، كما تكون الغلبة والسيطرة في هذا النمط من النشر فقط للمجلات الأشهر ذات الصيت على حساب مجلات أخرى أقل شهرة رغم احتمالية جودة محتواها، ناهينا عن محدودية قدرة الباحثين على التشارك البحثي وتبادل المعرفة والأفكار، مما يقلص من فرص الوصول للمقالات البحثية. كما يعاني هذا النمط من تأخر نشر الأبحاث العلمية نتيجة الأطر الزمنية الطويلة للنشر وفترات الحظر.
 أما الوصول الحر فتقوم فلسفته على إتاحة المعرفة لجميع الباحثين بشكل مجاني وإزالة كل العقبات التي تحول دون وصول أي باحث للمقالات العلمية والمشاركة في المحادثات الأكاديمية، عبوراً للحدود الجغرافية أو اللغوية أو الزمنية مما يخلق المزيد من قنوات التشارك البحثي الفعالة بين الباحثين. وقد تبنت العديد من المجلات العلمية نمط النشر ذي الوصول الحر بأساليبه المختلفة Publishing models والتي من أبرزها أسلوب الوصول الأخضر Green route الذي يقوم فيه الباحث بأرشفة عمله ذاتيًا في المستودعات الرقمية للجامعة أو المؤسسة البحثية التي ينتسب إليها، وأسلوب الوصول الذهبي Golden Route الذي يتعين على المؤلفين الذين يتبعون هذا الأسلوب دفع تكاليف النشر Article Processing Charges-APCs في مقابل ضمان سرعة نشر عملهم البحثي دون انتظار. وعلى الرغم من المزايا التي يحققها هذا النمط إلا أنه ينطوي على عدد من التحديات لعل من أهمها؛ صعوبة تدبير نفقات النشر (في حالة أسلوب الوصول الذهبي) والتي قد تكون أكبر من القدرات المالية لكثير من الباحثين مما يضطرهم إلى طرق أبواب أخرى لتدبير التمويل كالمنح الخارجية والدعم المؤسسي. وتحدى آخر يتمثل في المعايير الصارمة التي يخضع لها العمل البحثي لكي يتم نشره سواء أكان ذلك من خلال مراجعة النظراء peer reviews أو إجراءات هيئات تحرير المجلات.
خلاصة القول بأن المجتمع البحثي بما يضمه من مجلات علمية وباحثين يتجه بقوة نحو النشر ذي الوصول الحر OA على حساب النشر ذي الوصول المقيد شريطة أن تتم معالجة وحل بعض القضايا الحيوية والمحورية والتي في مقدمتها التمويل وإجراءات ضبط الجودة واستدامة النشر الأكاديمي وهو ما يشكل في نهاية المطاف مستقبل النشر الأكاديمي ككل.
أ.د.أمل وجيه حمدي
   رئيس التحرير

الكلمات الرئيسية

{"sdg_fld":["4"]}